كلــماتـى
قصائدي هى قبلة على جبـين كلـماتي
وهمساتي هى شفاه قبلة قصائدي
فى صدري تنام خواطري
ومن قلبي تستمد الهمس
ولساني يغرف الشوق بملعقة البوح
وأشجار القصيدة تنبت عل كتفي
وتثمر بمنار الإضاءة
أبيت الليل متوشحاً خيوط السهر
ومتنقباً أرق الجفون
دمــوع
حرقة دموع الحرف
تلهب منى المقل
ولون مدادي الأسود
شاخ في محبرتي واهترىء
حتى أصبح مداد قلمي من مداواة الليل
وفى المساء
عند بقعة الضوء
أمتطى صهوة الخلوة
فيسحبني شفق الوحدة من عنق المساء
على أوراق مضاءة بقنديل العين
فتهيج ذاكرتي
وتهز أغصان أحلامي
حتى أسمع في نبض كلماتي
رنين القصيدة
فأمتشق الحروف وأبحث بين الصخور
عن معاني الكلمات المخبأة فى الأعماق
وأنثرها فوق صفحاتي
وأهدهد بها روحي فوق ذكرياتي
وأغرزها فى سويداء قلبي
كي تنبت من بين جوانحي بوحاً
و تزرع فى كفى عزيمة قوية
وفى قلبي إرادة عارمة
وفى عيني محطة أضواء
وأبذرها فى حقول عواطفــكم
عندئذ
يشتعل لهيب الكلمات فى صقيع البوح
وينطفئ فى دفء العشق
ومن قلبي ينزيف شعر منهمر
يبث فى الروح السرور
ومن عرين الزمان أنعطف نحو مدار عمري
وأنشر باشتهاء فيض كلماتي
حتى أسرج حصان الشعر كالفارس المظفر
وأضرب صخور الشوق
لعل العشق يدنو من أنهاري
وأشعر
بالحب يتدفق فى دمى كأمواج بحر هائج
وأزهار حدائقي تضمني فى ليالي الأحزان
وحينما يفك النهار إزاره
ويلقى به على رصيف الغروب
والليل يلبس وشاحه الأسود
من قماش الغربة ونسيج الانتظار
وفراشات المساء ترفرف فوق شرفتي
ونجوم أفكاري تحلق فى السماء
تبحث عن معاني الكلمات
وتنزل فوق حقول البوح
كالعصفور يلتقط قشاً من بقايا البيادر
و أصطاد فراشات الرياح النائحة
وأنثرها فى سماء القصيدة
وعند الصبح
أخط على جدار القلب قصائدى
و أبحر فى قارب الحرف فوق أنهار الهوى
مسافرا بين قلبي والجراحات
و أستحم بلون الفراشات فى بوح المكان
ومن جبال الحروف أجمع كلماتي
فى عتمة المساء
أسال الليل عن الدروب وأستفتى الضمير
وأبيت أٌلملم أفكاري
وأجمع من بين النجوم الحروف والكلمات
حتى يعود الفجر ويدق البوح بابي
ومع دقاته يكتب قلمي
لا أريد أن أكتب عبثا
ولا أريد أن تكون كلماتي منزوعة المعاني
أنتقى منها ما يرمم الجراحات
ويسعف الذكريات
وعلى الصفحات أنثر المعاني
وأنقش على جدار الخوف بسمة
وأخفى فى طياته الأسى والأحزان
وبسيفي أمزق أستار الوهم
وأشعلها نيراناً حتى تصبح رماداً فى محرقة الكون
فإذا رأيت بوحي يلبس ثوب السكون
فاعلم أن فى الأعماق هدير
وإن علا صوت بوحي وفاض عبيره
فاعلم أن فى الأعماق نبع غزير
وأحرف البوح تنساب كما السيل
حتى يرتجف المطر خوفا من الغرق
والقلم بين أناملي لا يعرف النوم
يطوف محلقا فوق الصفحات
ويرنو محدقا فى الغيوم
ويلهث خلف الحروف الهاربة
حتى يأخذ عند المخاض وليدها
ويجمع ما تناثر من أحاسيس
ويسكبها فى بئر الإلهام
كى تروى شعرها بكأس الكلمات
وتبقى كلماتي نبراس حياتي
وعبير وجداني
وحبي
000000