أصدرت الحكومة الماليزية قراراً مشروطاً يسمح للمطبوعات المسيحية بأن تستخدم اسم الجلالة "الله" عندما يتحدثون عن "الرب" مادام أنها تأتي في نص لا علاقة له بالمسلمين، وألا يتم ذكرها لفظاً كما في الصلوات. ويأتي هذا القرار بعد أقل من شهر على قرار سابق أصدرته الحكومة، ونص على حظر استخدام لفظ الجلالة "الله" من قبل الديانات غير الإسلامية، قائلة إن هذه الكلمة لا يمكن استخدامها إلا في وصف الإله عند المسلمين، ولأن استخدامه سيحدث ارتباكاً لديهم.
ودفع قرار الحكومة إحدى كنائس وصحيفة مسيحية في البلاد إلى رفع دعوى قضائية للمطالبة بحق استخدام الكلمة، التي تعني الإله بشكل عام في لغة الـ"مالاي"، وليس فقط عند المسلمين، واعتبرت الكنيسة الكاثوليكية في ماليزيا أن القرار الحكومي غير دستوري وينتهك حريات الأقليات الدينية.
وبخصوص القرار الجديد صرح لورانس أندرو، رئيس تحرير اسبوعية "الهيرالد" التي تصدرها كنيسة الرومان الكاثوليك، لوكالة "أسوشييتد برس" بأن القرار صدر عن وزير الداخلية في 16 فبراير/شباط الجاري. وتصدر الصحيفة المذكورة بالانجليزية، إضافة إلى لغة مالاي والمندرين والتاميل. وكان الحظر على كلمة الله يقلق فقط الطبعة التي تصدر بلغة مالاي كونها تقرأ من قبل قبائل مسيحية. والخلاف حوله كلمة "الله" أصبح ذا دلالة على التوتر الديني في ماليزيا حيث 60% من 27 مليوناً هم مسلمون ينطقون لغة مالاي، فيما ثلث السكان من الصينيين والهنود ويعتنق الكثير منهم المسيحية.
وقال محرر اسبوعية "الهيرالد" إن القرار يجعل ظروف عملهم أسهل، لكنه أكد أن الصحيفة لن تسقط دعواها القضائية، وستكون هناك جلسات استماع يوم الجمعة 27-2-2009 .وأوضح أن القرار لايزال ينتهك الحريات الدينية التي يكفلها الدستور، حيث يتوجب عليهم ذكر التحذير "للمسيحية فقط" على الغلاف الرئيسي عندنا ذكر كلمة "الله" في نصوص داخلية، وذلك بما فيها المطبوعات المستوردة من الخارج.وقال إن القرار سمح باستخدام ثلاث كلمات عربية أخرى هي: "صلاة" و"الكعبة" و"بيت الله" شريطة وضع التحذير "للمسيحية فقط".
إلا أن محرر "الهيرالد" عاد وصرح مجدداً مساء الخميس 26-2-2009 لموقع صحيفة "ماليزيا إنسايدر"، ونقلها موقع صحيفة "مالزيا تودي"، قائلاً إن "الحظر لم يُرفع وإنما تضمن استثناءات جديدة، وهي إمكانية استخدام كلمة "الله" في نصوص غير مسلمة في المطبوعات فقط، دون استخدامها ملفوظة في الصلوات، وشريطة أن يكتب على غلاف المطبوعة للمسيحية فقط"، مشيراً إلى أن عدد صحيفته في الأول من مارس سوف يتضمن هذا التحذير.
من جهتها، قالت صحيفة "آسيا تايمز" إن التاريخ هزم الحكومة الماليزية لأن الوثائق تشير إلى استخدام كلمة "الله" منذ أربعة قرون قبل وجود ماليزيا. وقالت إن القاموس المالاوي - اللاتيني الذي طبع عام 1631 يشير إلى أن مرادف كلمة الرب في اللاتينية هو "الله" في المالاوية. وانتقدت الصحيفة أن تعلن ماليزيا في دستورها أن النظام القضائي والقانوني علماني، فيما تعتمد تشريعات كثيرة على الشريعة الاسلامية.